نظمت الكتلة الإسلامية في جامعة القدس أبو ديس ندوة حوارية بعنوان "من جوا الزنزانة"؛ نصرة للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.
وتحدث في الجلسة عددٌ من الأسرى والأسيرات كان من بينهم الصحفي وصاحب القلم الحر علاء الأعرج و والأسير الذي خاض معركة الجوع من أجل حريته مقداد القواسمة والأسيرتان المحررتان غفران زامل التي تواصل انتظار حرية خطيبها الأسير القسامي حسن سلامة، والأسيرة المحررة الصحفية علا مرشود، والمرابطة المقدسية هنادي الحلواني التي ذاقت مرارة الاضطهاد والاعتقال والحبس الانفرادي مرارًا.
وفي الجلسة أشار تحدث الأسير المحرر والمضرب عن الطعام سابقا علاء الأعرج قائلَا: إن الوضع الطبيعي للتعامل مع الاحتلال هو أن نقول له لا، وهذه الفكرة يجب أن تكون حاضرة في كل المجالات السياسية والاجتماعية لأي شعب تحت الاحتلال وفي مقدمتها الأسر والاعتقال، و أننا بإعلاننا عن الإضراب عن الطعام قلنا للاحتلال لا، لا للاعتقال الظالم ولا للاعتقال الإداري، ولم يكن لدينا حل آخر.
وأشار الأعرج إلى أن الحياة الاجتماعية والأسرية للأسرى الإداريين صعبة جدا؛ حيث إن نجله والذي يبلغ من العمر 6 سنوات اليوم، لم يعش إلى جانبه سوى عام وستة أشهر.
وأضاف: ولد وأنا في التحقيق، خرجت بعد ذلك وعشت معه 6 أشهر وأنا أحاول بكل جهد إقناعه بأني والده، ثم اعتقلت مرة أخرى لـ20 شهرا، وخرجت لـ10 أشهر ليعاد اعتقالي وأدخل الإضراب عن الطعام، ويفرج عني اليوم وطفلي يقول لجده أبي، ويقول لي حتى اليوم أحب جدي أكثر منك".
وشدد الأعرج على أن الحياة الحقيقية للفلسطيني مع هذا الاحتلال هو المواجهة، والتي قد تودي به إلى الاعتقال والتشريد او الاستشهاد.
وبدورها قالت المرابطة والمعلمة في مدارس المسجد الأقصى المبعدة عن الأقصى هنادي حلواني إنها اعتقلت لـ66 مرة، وأبعدت عن الأقصى لمدة تجاوزت الـ9 سنوات ونصفًا.
وأوضحت حلواني أنه الاعتقالات العديدة تعرضت للاعتداء الجسدي عليها من قوات الاحتلال والتنكيل بها أمام زوجها وأبنائها الشبان، لافتة إلى أنها اعتقلت مرات عديدة من المنزل منتصف الليل وأخرى من الشارع أو من داخل المحكمة أو على حاجز عسكري.
وأشارت إلى أنها باتت تخشى الاعتقال في أي لحظة، ولذلك لا بد من أن تكون مهيأة للاعتقال في أي لحظة ومن أي مكان تكون فيه.
ورغم ما تتعرض الأسيرات في سجون الاحتلال، قالت حلواني إنها تواصل مسيرتها في الرباط ورفض الاحتلال والاستمرارية في العمل، مضيفة: "أقول جملة واحدة: وراء كل مرابطة رجل عظيم يساندها ويقف إلى جانبها، وجيشي كان زوجي".
أما الأسير المحرر مقداد القواسمي فقد أكد على أنه واهم من يظن أنه يمكن أن يكون هناك سلام أو تطبيع مع الاحتلال؛ فلا يوجد أي تأقلم بين الشعوب والمحتلين.
وأوضح القواسمي أنه يجب زراعة ثقافة وفكر مقاومة المحتل بين الشعب، حتى تؤكد أن هذا الاحتلال لن يعيش حالة سلمية هادئة، والحالة الثورية لشعبنا هي الحالة السليمة.
وبيّن القواسمي أنه واجه الاعتقالات منذ كان عمره 18 عاما، واعتقالات متواصلة وغرامات باهظة جدا أرهقته والعائلة، واعتقالات إدارية انتقامية ظالمة دون تهمة، فقط هدفها التنكيل، وكل ذلك دفعه لإعلان الإضراب عن الطعام.
وبدورها، وجهت الأسيرة المحررة غفران زامل تحية زوجها الأسير حسن سلامة لجامعة القدس وكتلتها، موضحة أن أسوار هذه الجامعة كانت يوما ما في عام 1996 ملاذا آمنا له من الاحتلال.
وأضافت زامل أن زوجها الأسير تعرض للعزل الافرادي لـ10 سنوات، في محاولة لإبعاده عن إخوانه الأسرى، كانت رسالة حسن أننا ننتزع حقنا في هذه الحياة انتزاعا، وفي كل مرحلة من مرحلة حياتنا نقول: لا للاحتلال.
وحضر الجلسة الحوارية طلبة الجامعة وضيوفها الذين كان لهم متسع من المجال للأسئلة والنقاش، كما وزعت نسخ مجانية من كتاب القائد القسامي حسن سلامة الذي حمل عنوان "خمسة آلف ليلة في عالم البرزخ" على الجمهور والحاضرين.